اللجنة الكويتية المشتركة للاستهلال

KUWAIT JOINT COMMITTEE FOR CRESCENT SIGHTING

لجنة تطوعية معنية بالاستهلال والمواقيت الشرعية

الفرق بين العين المجردة والمسلحة

كتبها: المهندس حسين خشيش
العين_المسلحة

بالنسبة للفلكيين، هناك فرق بين العين المجردة والعين المسلحة. حيث أن فتحة بؤبؤ العين التي يدخل منها الضوء كما يقول الإطباء، يتراوح بين ٢ مليمتر في حالة النهار والضوء الشديد، و٨ ملم في حالة الظلام الدامس. أي ان فتحة بؤبؤ العين يتغير قطرها حسب مستوى الإضاءة الخارجية. وحيث إن كلامنا في رصد الأهلة فنحن نتكلم عن الفترة الإنتقالية من النهار الى الليل. حيث يبدأ البؤبؤ بالإتساع تدريجيا مع نزول قرص الشمس في الأفق الغربي وتقل إضاءة السماء تدريجيا. ولنفترض أن حجم البؤبؤ عند الغروب في حدود ال ٥ ملم، فكيف يقول قائل بأنه لا فرق بين العين العادية المجردة والعين المسلحة بمنظار؟

فمثلا منظار قطر عدسته الشيئية والتي هي تكون في الطرف البعيد من المنظار جهة الشيئ المرصود مثل الهلال، وعادة قطر العدسة لنقل ٥٠ ملم، أي اكبر من فتحة بؤبؤ العين بعشر مرات، أي انه المنظار لدية القدرة على ان يجمع ١٠ أضعاف الضوء الذي تجمعة العين المجردة، هذا أولا. اما لو استعملنا منظار عدستة ١٠٠ ملم فهو يجمع ضوء أكثر من العين العادية بعشرين مرة. وهكذا دواليك حسب حجم المنظار.

نأتي الآن إلى الدور الآخر الذي تلعبه المناظير وعدساتها. تقوم عدسة المناظر الشيئية بتجميع الضوء القادم من الأجسام المضيئة البعيدة. فالعدسة المحدبة تستطيع ان تجمع الضوء والأشعة المتوازية في البؤرة فيزداد تركيز الضوء وبالتالي يزداد تضاربه وتباينه مع الخلفية المحيطة بالجسم المضئ وهي السماء. ولا تقوم العدسة بتجميع أو تركيز ضوء السماء المشتت وذلك لانه باتجهات متعددة. يمكن تجريب ذلك لكي تتضح الصورة أكثر وذلك بأن تحاول تجميع ضوء السماء نهارا بعدسة محدبة فلن تستطيع لان الأشعة تأتي مشتتة من كل الإتجاهات. بينما لو وجهت العدسة صوب الشمس لرأيت كيف يتجمع شعاعها في بؤرة مؤديا إلى احتراق الورق أو الخشب لو كان في البؤرة. فالعدسة الشيئية تجمع الشعاع الآتي من مسافة متناهية البعد على قدر مساحتها ولا تجمع ضوء الخلفية المحيطة وهي السماء فتؤدي الى زيادة التضارب أو التباين contrast فيسهل الرؤية بالعين المسلحة عن العين المجردة بشكل كبير.

ثالثا، هناك عدسة أخرى في المناظير تسمى بالعدسة العينية والتي هي في جهة عين الراصد من المنظار. وظيفة هذه العدسة التكبير. فإذا كان البعد البؤري للعدسة الشيئية ١٠٠ ملم والبعد البؤري للعدسة العينية ١٠ ملم، فقوة التكبير هي حاصل قسمة مساحة العدسة الشيئية على مساحة العدسة العينية أي ١٠٠ مقسومة على ١٠ فيساوي الناتج ١٠. أن حجم الصورة المتكونة على شبكية العين المسلحة أكبر بعشر مرات من حجم الصورة المتكونة بالعين المجردة.

لقد أثبت بالدليل القطعي الدراسات والتجارب والقياسات في علم الفيزياء النفسية Psychophysics أن العين تدرك الإجسام بسهولة أكثر كلما زاد مساحة المؤثر الضوئي على شبكية العين في حال تساوي اضاءة الخلفية اي إضاءة السماء. وعليه لا تشابه بين الرؤية بالعين المجردة مع العين المسلحة، فهذه الأجهزة وحسب قوة تجميعها للضؤ وقوة تكبيرها تؤثر في سهولة الرؤية بدرجات.

ودمتم

حسين خشيش



قد يهمّك أيضا

العين_المسلحة