اللجنة الكويتية المشتركة للاستهلال

KUWAIT JOINT COMMITTEE FOR CRESCENT SIGHTING

لجنة تطوعية معنية بالاستهلال والمواقيت الشرعية

الثقب الأسود

كتبها: الحاج إبراهيم محمود دشتي
الثقب الأسود

الثقب الأسود في الواقع ليس ثقباً بل هو جرم له كتلة هائلة بحيث يؤثر على الزمكان وينتج قوة جاذبية فائقة تقوم بسحب كل شيء يأتي بقربها حتى أشعة الضوء، وحيث أنه لا يشع ضوءاً بسبب هذا الجذب فهو يبدو أسوداً لعيوننا كمثل ثقب في السماء، وإذا ما كانت هناك أجرام أخرى محيطة به سنرى هالة من الضوء المنبعث من هذه الأجرام حتى تصل إلى حد ما تنجذب بعده بقوة الثقب الأسود فلا نرى ضياءها، وهذا الحد الفاصل الذي لا تستطيع المواد الهروب منه يسمى أفق الحدث.

لكن إذا لم يكن بجانب الثقب الأسود ما يبتلعه ويزيد به كتلته فإنه يبدأ بخسارة بعض كتلته عبر تسرب المواد الموجودة على أطراف أفق الحدث على شكل أشعة تسمى أشعة هوكنغ، وهذه العملية أشبه بتبخر بطيء للثقب الأسود قد يستغرق أحقاب متطاولة بحسب ما أدلت به النظريات الحالية.

الثقوب السوداء ليست أمكنة تختل بها المادة فقط بل يختل الزمان أيضاً، والنظريات كالنظرية النسبية تكلمت عن الاختلال الزمكاني الذي يجري في الثقوب السوداء، ولكن تبقى هذه الأمور مجرد نظريات أمكن إثبات بعض جوانبها بدراسة الثقوب السوداء وسلوكها، ولكنها ما زالت مجالاً للبحث والتمحيص -لمن يتمكن من استيعاب الأفكار رباعية الأبعاد التي تتخذ الزمن كبعد رابع مرن حاله حال الأبعاد الثلاثة المكانية-.

تتشكل الثقوب السوداء عندما تتزايد كتلة جرم ما ولا تكون هناك طاقة كافية تقاوم قوة الجذب الهائلة لهذه الكتلة المتزايدة، ومع ابتلاع الثقب الأسود لمزيد من الأجرام تزيد كتلته، ولكن إذا لم يكن هناك ما يبتلعه فإنه يفقد قوته بإشعاع هوكنغ ويموت مع الوقت.

عادة نجد الثقوب السوداء عندما تموت نجوم ضخمة (أضخم من شمسنا) كما نجد أحجام أضخم منها في قلب المجرات، ففي قلب مجرتنا وجد العلماء ما يدل على وجود ثقب أسود هائل تعادل كتلته حوالي ٤ ملايين مرة كتلة شمسنا، وأقرب ثقب أسود يبعد عنا حوالي ٣٠٠٠ سنة ضوئية وكتلته من ٩-١٣ مرة أكبر من شمسنا.

لقد خطت البشرية خطوات كبيرة في فهم الثقوب السوداء منذ نهاية القرن الثامن عشر، ولكن ما زال الفهم الشامل لهذه الثقوب التي لا نرى ما فيها هو أحد الألغاز التي تحاول البشرية فكها عن الكون.



قد يهمّك أيضا

الثقب الأسود