الإشعاع الكوني

الكون مليء بكافة أنواع الإشعاعات التي تصدرها مختلف الأجرام السابحة في الفضاء، لكن الشمس قد تعد أهم مصدر إشعاعي في المجموعة الشمسية إذ أن التفاعلات الاندماجية فيها تطلق كميات مهولة من الإشعاع، لكن المجال المغناطيسي والغلاف الجوي للأرض يعملان على حماية الكوكب من قسم كبير من هذه الإشعاعات.

من المسائل المهمة في خطط إرسال البشر إلى الفضاء تتمثل في مدى تأثير هذه الإشعاعات على البشر، فمعظم السفر إلى الفضاء لم يخترق الحماية الموجودة حول الأرض، وأولئك الرواد الذين يخرجون في رحلات في مدار الأرض إنما يتخلون عن قسم من حماية الغلاف الجوي ولو أن المعدات التي يستخدمونها يفترض أنها تحميهم من قسم من الإشعاع، ولكن لم يخترق الحماية المغناطيسية المعروفة بأحزمة فان آلن إلا القلة القليلة التي توجهت إلى القمر.

طموح البشر في العودة إلى القمر والتوجه في رحلات أطول إلى المريخ تطرح تساؤلات جديدة حول تأثير الإشعاع، فالمسألة قد لا تكون رحلات مختصرة كما جرى سابقاً ولكنها ستكون على الأرجح رحلات طويلة الأمد مما يعني تعرضاً أكبر للإشعاعات، فما هو تأثير ذلك؟

دراسات حديثة على بيانات مئات رواد الفضاء أكدت أن الإشعاع الذي تعرض له الرواد في مدار الأرض لا يمكن القول بأنه يسبب حالات مميتة، فأسباب الوفاة في الرواد لا تختلف كثيراً عن طبيعة أسباب الموت لدى البشر بشكل عام، لكن الخروج إلى القمر أو المريخ يشكل تحدياً، فالدراسات ليس فيها كم كاف من البيانات للوصول إلى نتيجة مقنعة، ولكن البشرية على كل حال تتطلع إلى مثل هذه الرحلات، فيبقى سؤال تأثير الإشعاع الكوني على رحلات الفضاء محل بحث في مجال علوم الفضاء.

قد يهمّك أيضا